سورة الكهف - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الكهف)


        


{وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا} فكرهنا {أن يرهقهما} يُكلِّفهما {طغياناً وكفراً} ويحملهما حبُّه على أن يتَّبعاه، ويدينا بدينه، وكان الغلام كافراً.
{فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة} صلاحاً {وأقرب رحماً} وأبرَّ بوالديه وأوصل للرَّحم.
{وإمَّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة} يعني: في تلك القرية {وكان تحته كنز لهما} من ذهبٍ وفضَّةٍ، ولو سقط الجدار أُخذ الكنز {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما} أراد الله سبحانه أن يبقى ذلك الكنز إلى بلوغ الغلامين حتى يستخرجاه. {وما فعلته عن أمري} أي: انكشف لي من الله سبحانه علمٌ فعملت به، ولم أعمل من عند نفسي.
{ويسألونك} يعني: اليهود، وذلك أنَّهم سألوه عن رجلٍ طوَّافٍ بلغ شرق الأرض وغربها.
{إنا مكنا له في الأرض} سهَّلنا عليه السَّير فيها، وذلَّلنا له طرقها {وآتيناه من كلِّ شيء} يحتاج إليه {سبباً} علماً يتسبَّب به إلى ما يريد.
{فأتبع سبباً} طريقاً يوصله إلى مغيب الشَّمس.


{حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة} ذات حمأةٍ، وهو الطِّين الأسود {ووجد عندها} عند العين {قوماً قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب} إمَّا أن تقتلهم إن أبوا ما تدعوهم إليه {وإمَّا أن تتخذ فيهم حسناً} تأسرهم فتعلِّمهم الهدى، خيَّره الله تعالى بين القتل والأسر، فقال: {أما من ظلم} أشرك {فسوف نعذبه} نقتله إذا لم يرجع عن الشِّرك {ثم يرد إلى ربه} بعد القتل {فيعذبه عذاباً نكراً} يعني: في النَّار.
{وإمَّا مَنْ آمن وعمل صالحاً فله جزاءً الحسنى} الجنَّة {وسنقول له من أمرنا يسراً} نقول له قولاً جميلاً.
{ثم أتبع سبباً} سلك طريقاً آخر يوصله إلى المشرق.
{حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم} عُراةٍ {لم نجعل لهم من} دون الشمس {ستراً} سقفاً ولا لباساً.
{كذلك} القبيل الذين كانوا عند مغرب الشَّمس في الكفر {وقد أحطنا بما لديه} من الجنود والعدَّة {خبراً} علماً؛ لأنَّا أعطيناه ذلك.
{ثم أتبع سبباً} ثالثاً يُبلِّغه قطراً من أقطار الأرض.
{حتى إذا بلغ بين السدين} وهما جبلان سدَّ بينهما ذو القرنين {وجد من دونهما} عندهما {قوماً لا يكادون يفقهون قولاً} لا يفهمون كلاماً، فاشتكوا إليه فساد يأجوج ومأجوج، وأذاهم إيَّاهم.


{إنَّ يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض} بالنَّهب والبغي {فهل نجعل لك خرجاً} جعلاً {على أن تجعل بيننا وبينهم سدّاً}.
{قال ما مكني فيه ربي خيرٌ} أَي: الذي أعطاني وملكني أفضل من عطيتكم {فأعينوني بقوة} بعملٍ تعملون معي {أجعل بينكم وبينهم ردماً} سدَّاً حاجزاً.
{آتوني} أعطوني {زبر} قطع {الحديد} فأتوه بها فبناه {حتى إذا ساوى بين الصدفين} جانبي الجبلين {قال انفخوا} على زُبر الحديد، قطع الحديد بالكير والنَّار {حتى إذا جعله ناراً} جعل الحديد ناراً، أَيْ: كنارٍ {قال آتوني} قطراً: وهو النُّحاس الذَّائب {أفرغ عليه} أصبُّ عليه، فأفرغ النُّحاس المذاب على الحديد المحمى حتى التصق بعضه ببعض.
{فما اسطاعوا أن يظهروه} ما قدروا أن يعلوا عليه لارتفاعه وملاسته {وما استطاعوا} أن ينقبوه من أسلفه لصلابته.
{قال} ذو القرنين لمَّا فرغ منه: {هذا رحمة من ربي} يعني: التَّمكين من ذلك البناء، والتَّقوية عليه {فإذا جاء وعد ربي} أجل ربي بخروج يأجوج ومأجوج {جعله دكاً} كِسَراً {وكان وعد ربي} بخروجهم {حقاً} كائناً.
{وتركنا بعضهم} يعني: الخلق من الإِنس والجنِّ {يومئذ} يوم القيامة {يموج في بعض} يدخل ويختلط. {ونفخ في الصور} وهو القرن الذي يُنفخ فيه للبعث {فجمعناهم} في صعيدٍ واحدٍ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7